إنجازات صلاح الدين
أعماله في خدمة الإسلام
لا يخفى على كل عارف بصلاح الدين الأيوبي ما قام به من أعمال عظيمة تجاه أمته ودينه، فشيخه نور الدين محمود زنكي مع والده عماد الدين زنكي كانوا شوكة في حلق الصليبيين أفشلوا مخططاتهم تجاه الدولة الإسلامية ودارت معارك عظيمة معهم حتى جاء صلاح الدين الأيوبي فوحد الشام ومصر والحجاز واليمن وقاتل الصليبيين وهزمهم وحرر بيت المقدس وأعاد للأمة قوتها ومجدها في وقت كادت بلاد الإسلام أن تكون في قبضة الصليبيين والباطنيين.
وكما قضى على الدولة الباطنية الفاطمية في مصر وأعادها لأهل السنة والجماعة وفتح المدارس لدراسة المذاهب السنية وعمل على القضاء على مذهب الشيعة في مصر يقول ابن خلكان: (وتسلم صلاح الدين قصر الخلافة واستولى على ما كان به من الأموال والذخائر وكانت عظيمة الوصف وقبض على أولاد العاضد وحبسهم في مكان واحد بالقصر وأجرى عليهم ما يمونهم وعفى آثارهم وقمع مواليهم وسائر نسائهم وفرق بين الرجال والنساء ليكون ذلك أسرع إلى انقراضهم، وكانت هذه الفعلة من أشرف أفعاله فلنعم ما فعل، فإن هؤلاء كانوا باطنيين زنادقة دعوا إلى مذهب التناسخ واعتقادهم حلول الجزء الإلهي في أشباحهم).
ويقول المقريزي: (واستمر الحال حتى قدمت عساكر شيركوه ووصول صلاح الدين إلى مصر عام 564هـ فصرف قضاة مصر الشيعة كلهم وفرض المذهب الشافعي وأخفى مذاهب الشيعة الإمامية حتى فقدت من أرض مصر كلها، كما حمل صلاح الدين الكافة على عقيدة الأشعري في مصر وبلاد الشام ومنها إلى أرض الحجاز واليمن وبلاد المغرب حـتى أصبح الاعتقاد السائد بسائر هذه البلاد).
ويقول السيوطي في كتاب "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة": "وأخذ صلاح الدين في نصر السنة وإشاعة الحق وإهانة المبتدعة والانتقام من الروافض وكانوا بمصر كثيرين".
ومن أعماله محاربته للزنادقة والفلاسفة والمتصوفة حيث أمر بقتل السهروردي، "والسهروردي الذي ولد في قرية سهرورد، في شمال غرب بلاد فارس، طلب العلم باكراً في أصفهان، ثم في ديار بكر، ثم بلاد الشام. واستقر في حلب، وهي في إمرة الملك الظاهر، ابن صلاح الدين. وفي حلب كتب أهم أعماله حكمة الإشراق، وكتاب اللمحات، وكتاب التلويحات، وكتاب المقاومات، وكتاب المطارحات، إلى عشرات الكتب الثانوية والرسائل". بعد ما حوت كتبه من أقوال فلسفية كفرية، فأشار عليه العلماء بقتل هذا الرجل فأرسل إلى ابنه الملك الظاهر فقتله في حلب.
وأيضاً قام بالخطبة والدعاء إلى الخليفة العباسي في بغداد بعد أن قطع الخطبة عن العاضد وهذا يدل على ولائه للخلافة الإسلامية
خصوم صلاح الدين الأيوبي
الناظر في تاريخ الناصر صلاح الدين يجد بما لا يدع مجالاً للشك أن خصوم صلاح الدين الأيوبي هم ثلاث فئات، خصوم من أجل الدنيا وهم الذين كانوا يحرصون على الملك والشيعة أتباع الدولة الفاطمية، والصليبين.
ولا نقصد بهذا الكلام أنه لا يوجد أحد رد على صلاح الدين أو أظهر بعض أخطائه أو انتقد بعض التصرفات والآراء، وإنما المقصود أنه جعل نفسه خصماً لصلاح الدين يعاديه ويحاول الانتقام والتخلص منه، فنجد الرافضة عندما قضى على دولتهم حاولوا مراراً اغتياله وقتله ولكن باءت هذه المحاولات بالفشل عندما كان يحاصر قلعة إعزاز المنيعة عام 571هـ.
والفئة الثالثة هم الصليبيون وهؤلاء الحديث عنهم يطول فحياة صلاح الدين كلها كانت في مجاهدة الصليبيين وقتالهم وقد خاض معهم معارك شرسة حقق من خلالها تحرير بيت المقدس