السلطان الناصر صلاح الدين يوسف الأيوبي
إن الحديث عن العظماء في التاريخ حديث يشحذ الهمم ويشعر المرء بالفخر واليقين بأن الأمة لا تزال قادرة على صناعة الرجال مع ما تمر به من محن واستضعاف، وهذه سنة الله في الأمم، وأن الأيام فيها دول، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتصر في بدر وينتصر الكفار في أحد، وما ذلك إلا امتحان لهذه الأمة ليعرف الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق
ومن هؤلاء علم من أعلام الأمة ومن قادتها الأبطال الذي وضع بصماته في التاريخ، فكان له الدور الكبيربتوفيق من الله عز وجل في رفعة الإسلام والمسلمين وعودة الأمة إلى عزها ومجدها ألا وهو القائد الناصر صلاح الدين الأيوبي
جمع "صلاح الدين" في شخصيته أخلاق الفارس النبيل ، ومواهب رجل الدولة ، فهو شجاع لا يهاب أعداءه ، لكنه في الوقت نفسه يستعد لهم أحسن استعداد؛ لذلك لم يدخل معاركه ضد الصليبيين قبل الإعداد لهم ، وهو يدرك أن النصر لا يأتى إلا مع الاتحاد ووحدة الصف ، وأن عدوه لم يتفوق إلا بسبب تفرق المسلمين ؛ لذلك عمل على جمع شمل "مصر و"الشام" و"العراق" تحت قيادته .
واشتهر بسماحته وحبه للسلام حتى صار مضرب الأمثال ، فعامل الصلبيين بعد استسلام مدينة "بيت المقدس" معاملة طيبة ، وقبل الفداء من أسراهم ، وأطلق سراح نسائهم وأطفالهم
ليدخل التاريخ مع العظماء من أوسع أبوابه